في عصرٍ تلتقي فيه التقنية بالحياة الشخصية أكثر من أي وقت مضى، أصبحت الخصوصية الرقمية من القيم التي تُهدَّد على نحو متزايد، خصوصاً عندما تُنشر صورٌ أو مقاطع مصوَّرة تم التقاطها أو تداولها دون موافقة أصحابها. تلك الحالات تُعرف باسم مشاركة المحتوى الحميمي غير المتوافق مع الرغبة، وهي تشكّل انتهاكاً خطيراً للكرامة والسلامة النفسية. بين مستفيدٍ من التكنولوجيا أو ضحية، يبرز دور أدوات الدعم التي تتيح لمن تعرض لازعاجٍ أو تهديدٍ بهذا المحتوى أن يستعيد جزءاً من السيطرة، ويمحو أو يُقلّل من وجود هذا المحتوى المنشور أو المهدد بالنشر. هذه المقالة تستعرض موقعاً يخدم هذه المهمة: أداة مجانية تُركّز على حماية الأفراد من صور أو مقاطع حميمية تُشارك أو تُهدَّد بالمشاركة دون موافقتهم، وتتيح آلية تقنية ونظام دعم متكامل للتعامل مع الحالات، مع ضمانات لحماية الخصوصية ومساندة قانونية ونفسية. سنشرح كيف تعمل هذه الأداة، من هم المستفيدون، وما الأسس التي تُبنى عليها، ثم نسلط الضوء على أبرز مميزاتها، بكل تفاصيل تساعد القارئ على فهم إمكانياتها وحدودها.
شرح الموقع
- الأداة تقوم أولاً بأن تحوّل أو تُولّد ما يُعرف بـ الهاش (hash) من الصور أو الفيديوهات الحميمية. الهاش هو توقيع رقمي فريد يُنشَأ بواسطة خوارزمية، يُمثِّل المحتوى دون الكشف عن الصورة نفسها، بحيث إذا تم رفع نسخة مطابقة، يكون لها نفس الهاش، مما يسمح بالتعرّف على المحتوى المكرَّر.
- يتم إنشاء هذا الهاش على جهاز المستخدم مباشرة، أي أن الصورة الحميمية لا تُرسل إلى الخوادم، بل فقط الهاش يُرسل، مما يحافظ على أعلى درجة من الخصوصية ولا يترك آثاراً رقمية يمكن أن تُستغَل.
- بعد إنشاء الهاش، يُشارك هذا الهاش مع شركات ومنصات مشاركة المحتوى التي تتعاون مع الأداة، بحيث إذا ظهر ذلك المحتوى — الصورة أو الفيديو — على مواقعهم أو منصّاتهم، يمكنهم التعرف عليه وإزالته أو حظره.
- الأداة متاحة مجاناً، دون تكلفة للمستخدم الذي ينشئ الحالة، وهو أمر مهم لمن قد لا تتحمّل تكاليف الدعم القانوني الخاص أو الاستشارات المكلفة.
- تُقدّم الأداة دعماً لضحايا هذا النوع من الانتهاك؛ ففضلاً عن الجانب التقني لإزالة المحتوى، هناك موارد وإرشادات عن الجوانب القانونية، النفسية، وربما المجتمعية، لمساعدة المتضررين على معرفة حقوقهم، الخطوات التي يمكن اتخاذها، وكيفية طلب المساعدة.
- من الشروط أن يكون المستخدمُ داخلياً في الصورة أو الفيديو، أي أن يكون هو أو هي الشخص الذي يظهر في المحتوى. كما أن يكون المحتوىُ قد التُقط عندما كان الشخص بالغاً، ويجب أن يكون المستخدمُ حالياً بالغاً أيضاً، وأن يكون محتفظاً بالصورة أو الفيديو أو لديه إمكانية الوصول إليه.
- كما تُشترط الأداة أن يكون هناك استعداد بالمبادرة لرفع الحالة وإنشاء الهاش، لأن بعض الحالات لا تستوفي هذه الشروط، لكن حتى في تلك الحالات، يتم توفير إرشادات بديلة للمستخدمين الذين لا يمكنهم استخدام الأداة مباشرة.
- الأداة تعمل على تبنّي نهج مؤسسي: تديرها منظمة غير ربحية متخصصة في معالجة التعامل مع المحتوى الحميمي غير المرغوب فيه، ولها خبرة في تقديم المساعدة للضحايا، سواء عبر الدعم الفني أو التوعية أو العمل مع الجهات المعنية لحماية المستخدمين عبر الإنترنت.
- تُتيح الأداة أيضاً تتبّع حالة القضية؛ فبعد إنشاء الحالة ومشاركة الهاش مع المنصات، يستطيع المستخدم معرفة ما إذا تم إزالة المحتوى، أو ما إذا كانت هناك استجابة من المنصات التي تم إشعارها، مما يمنح إحساساً بالرقابة الذاتية والاطمئنان.
- هناك شفافية في كيفية العمل، حيث توفر الأداة معلومات مفصلة حول الخصوصية، الأسئلة المتكرّرة، الشركاء المشارِكين، وكيفية التقدّم بالقضية، مما يساعد المستخدم على اتخاذ قراراته بناءً على معلومات واضحة ومفهومة دون مفاجآت.
مميزات الموقع
- الخصوصية الشديدة: ميزة وجود الهاش الذي يُنشأ على الجهاز الخاص للمستخدم من دون إرسال الصور نفسها، تتيح حماية قوية ضد تسريب الصور أو تعرضها للعرض غير المرغوب فيه أثناء المعالجة.
- إمكانية الكشف التلقائي وإزالة المحتوى المماثل: بما أن الهاش يُشارك مع شركاء متعددين، فإن المحتوى الذي يتم رفعه أو نشره لاحقاً يمكن التعرف عليه بناءً على الهاش المتماثل، مما يسهّل إزالته أو حجبه بسرعة.
- دعم قانوني ونفسي موثوق به: الأداة لا تكتفي بالجوانب التقنية فقط، بل تزوّد الضحية بمعلومات وأدوات قانونية، وإرشادات نفسية، وربما مراجع للمساعدة، الأمر الذي يخفّف من الأثر النفسي ويستعيد الثقة وفهم الحقوق.
- مجانية الاستخدام: لا توجد رسوم على المستخدم لرفع الحالة أو استخدام الأداة، مما يجعلها في متناول جميع من تعرضوا للانتهاك، دون حواجز مالية.
- سهولة الاستخدام: الواجهة مصمَّمة لتكون واضحة وبسيطة، مع خطوات مفهومة لإنشاء الحالة، توليد الهاش، ومتابعة الحالة، مما يُقلّل من التشويش والتعقيد في المواقف التي يكون فيها الشخص مضغوطًا نفسياً.
- التعاون مع منصات متعددة: وجود شبكة من المنصات الشريكة يعني أن الإجراء ليس محصورًا في موقع واحد، بل يمتد إلى نطاق أوسع من الإنترنت، مما يزيد فرصة إزالة المحتوى من أماكن متعددة.
- شفافية وثقة: الأداة توضّح شروط الاستخدام، سياسة الخصوصية، من هم الشركاء، الأساليب التقنية، ما يُؤكَّد أن المستخدم يعلم بالضبط كيف تُعالَج بياناته وما هي الخطوات.
- التحكم الذاتي للمستخدم: بما أن المستخدم هو من ينشئ الهاش ويقرّر رفع الحالة، فإنه يحتفظ بدرجة من السيطرة على ما يحدث، مما يقلل الشعور بالعجز ويزيد الأمان النفسي.
- معدل إزالة فعّال: الأداة حققت نسبة عالية من الإزالة الناجحة للمحتوى غير المرغوب فيه، مما يثبت أن النظام عملي لا نظري، ويمنح الضحية أملاً بأن الجهود ستثمر بحماية واقعية.
- توعية وتعليم: بخلاف الإزالة والمساعدة، الأداة تُستخدم أيضًا كمنصة للتوعية حول خطورة مشاركة الصور دون موافقة، ولتثقيف المجتمعات حول الحقوق الرقمية، ما يسهم في تغيير الثقافة ومنع الانتهاكات قبل وقوعها.
رابط الموقع
لتوجه للموقع يرجى الضغط هنا