في عالم سريع التغير تقوده التكنولوجيا والرقمنة، أصبح لزاماً على كل شاب وشابة أن يمتلكوا أدوات المستقبل ويستثمروا في مهاراتهم بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي. من هذا المنطلق جاءت مبادرة “طور وغير” التي أطلقتها وزارة الشباب والرياضة المصرية، بالتعاون مع شركة مايكروسوفت مصر ومؤسسة كير مصر للتنمية، لتفتح أمام الشباب المصري آفاقاً جديدة من التعلم والتطوير الذاتي. المبادرة لا تُعد مجرد برنامج تدريبي تقليدي، بل هي رؤية متكاملة لتمكين جيل كامل من الشباب من مواكبة التغيرات التكنولوجية، واستغلال الفرص المتاحة في سوق العمل، وصناعة مستقبل مهني أكثر إشراقاً. ما يميز هذه المبادرة هو أنها مجانية بالكامل، موجهة للفئة العمرية من 18 إلى 35 عاماً، وتمنح المتدربين شهادات إلكترونية معتمدة ترفع من قيمة سيرتهم الذاتية وتزيد من فرصهم في الحصول على وظائف تنافسية في أكثر المجالات طلباً.
الخطوة الأولى: التعرف على أهداف المبادرة
الخطوة الأولى لفهم مبادرة “طور وغير” تكمن في معرفة أهدافها الجوهرية التي انطلقت من أجلها. فوزارة الشباب والرياضة رأت أن الشباب المصري يمتلك إمكانيات هائلة، لكنه بحاجة إلى صقلها وتوجيهها بما يخدم متطلبات العصر الرقمي. لذلك صُممت المبادرة لتكون حلقة وصل بين الشباب وسوق العمل، بحيث تُمكنهم من امتلاك المهارات التكنولوجية الأكثر طلباً. الهدف الأساسي هو سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والاحتياجات العملية في الشركات والمؤسسات، حيث غالباً ما يواجه الخريجون صعوبة في إيجاد وظائف بسبب نقص المهارات الرقمية. المبادرة جاءت لتكسر هذه الحلقة وتوفر تدريبات عملية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، الأمن السيبراني، والتحول الرقمي. هذه المجالات ليست مجرد تخصصات عابرة، بل هي الركائز الأساسية للاقتصاد الرقمي العالمي. من خلال هذه الأهداف، يصبح الشباب أكثر استعداداً لدخول سوق العمل، وأكثر قدرة على المنافسة محلياً ودولياً، ما يجعل المبادرة أشبه بجسر عبور نحو المستقبل.
الخطوة الثانية: استعراض محتوى التدريبات
المبادرة لا تقتصر على فكرة عامة عن التكنولوجيا، بل تقدم محتوى تدريبي غني ومتنوع يغطي أهم التخصصات الرقمية المطلوبة. فمثلاً، تبدأ التدريبات من الأساسيات عبر برنامج Digital Literacy، الذي يشمل تعليم أنظمة التشغيل مثل ويندوز، وبرامج مايكروسوفت أوفيس مثل Word وExcel وAccess وPowerPoint. هذه المهارات هي الأساس لأي وظيفة مكتبية أو مهنية في مختلف المجالات. بعد ذلك، تنتقل التدريبات إلى مستويات أكثر تقدماً مثل تصميم الذكاء الاصطناعي Ai Design، وهو مجال يدمج بين الإبداع الفني والتقنيات الحديثة لتصميم تطبيقات وحلول ذكية. كذلك، يتم تدريب الشباب على Front End Development لتأهيلهم في مجال برمجة وتصميم واجهات المواقع الإلكترونية والتطبيقات، وهو من أكثر التخصصات طلباً اليوم. أما بالنسبة لمجال تحليل البيانات Data Analysis فهو حجر الزاوية في جميع المؤسسات الحديثة، حيث يُمكّن من استخراج الأنماط والدلالات من الأرقام لاتخاذ قرارات أكثر دقة. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل تمتد التدريبات لتشمل الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، لغة البرمجة بايثون، والأمن السيبراني. كل مجال من هذه المجالات يمثل فرصة مهنية كبيرة، ويمنح الشباب أداة قوية للمنافسة في سوق العمل.
الخطوة الثالثة: آلية التدريب وطرق الاستفادة
الخطوة الثالثة لفهم روعة مبادرة “طور وغير” تكمن في آلية التدريب المبتكرة التي تراعي ظروف الشباب المختلفة. فالمبادرة تمنح المشاركين حرية الاختيار بين حضور التدريبات أونلاين من خلال تطبيق Microsoft Teams، أو حضورها أوفلاين في مراكز الشباب المنتشرة في جميع محافظات مصر. هذا التنوع في طرق التعلم يضمن وصول المبادرة لأكبر عدد ممكن من الشباب، سواء كانوا في المدن أو القرى. كما أن التدريبات مصممة بطريقة تفاعلية، بحيث لا يكتفي المتدرب بالاستماع، بل يشارك ويتفاعل مع المدربين والزملاء. بالإضافة إلى ذلك، يحصل المتدربون بعد إتمام البرامج على شهادات إلكترونية معتمدة من وزارة الشباب والرياضة وشركة مايكروسوفت، مما يمنحهم ميزة قوية عند التقديم على الوظائف. هذه الشهادات تعكس التزام المتدرب بتطوير نفسه، وتثبت أنه يمتلك المهارات التكنولوجية التي تبحث عنها الشركات. والأهم من ذلك، أن كل هذه الخدمات والتدريبات تُقدم للشباب مجاناً بالكامل، مما يجعلها فرصة ذهبية لا تعوض، خصوصاً لأولئك الذين لا يمتلكون القدرة المالية على الالتحاق بدورات تدريبية مرتفعة التكلفة.
الخطوة الرابعة: المميزات والأثر على الشباب وسوق العمل
الخطوة الأخيرة والأكثر أهمية هي التعرف على المميزات التي تجعل مبادرة “طور وغير” متميزة عن غيرها من البرامج التدريبية، وكذلك الأثر الذي تتركه على حياة الشباب وسوق العمل المصري. أولاً، المبادرة مجانية بالكامل، وهذا يفتح الباب أمام جميع الشباب دون تمييز طبقي أو مادي. ثانياً، المبادرة تُقدم تدريبات في أكثر المجالات طلباً، وبالتالي فإنها ترفع من فرص توظيف الشباب بشكل مباشر. ثالثاً، وجود شراكة قوية بين وزارة الشباب والرياضة، مايكروسوفت مصر، ومؤسسة كير مصر للتنمية يضمن جودة التدريب واعتماده دولياً. رابعاً، المبادرة لا تقتصر على المهارات التقنية فقط، بل تُكسب الشباب ثقة بالنفس، وتُشجعهم على التفكير الابتكاري، والعمل بروح الفريق. خامساً، الأثر المجتمعي كبير، حيث تُسهم المبادرة في خلق جيل رقمي جديد قادر على دفع عجلة التحول الرقمي في مصر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأخيراً، على المستوى الفردي، يحصل الشباب على فرصة لاكتشاف شغفهم، وتحديد مسارهم المهني، وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً لأنفسهم ولبلدهم.
✍️ الخاتمة
في النهاية يمكن القول إن مبادرة “طور وغير” ليست مجرد مشروع تدريبي عابر، بل هي استثمار حقيقي في عقول الشباب المصري. فهي تمنحهم المعرفة، الأدوات، والشهادات، وتفتح أمامهم آفاقاً واسعة من الفرص الوظيفية في المجالات الأكثر طلباً عالمياً. المبادرة تُمثل نموذجاً يُحتذى به في كيفية توظيف الشراكات بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لصالح الشباب والمجتمع ككل. إنها ببساطة جواز سفر رقمي للمستقبل، وفرصة لكل شاب أن يغير واقعه ويصنع مستقبله بنفسه.
رابط المشاركة فى المبادرة
لتوجه للمشاركة فى المباردة يرجى الضغط هنا